مبادئ وأخلاقيات الكوتشينغ الأساسية

8 أمور توضح المباح والمحظور في عملية الكوتشينغ

تعد عملية الكوتشينغ واحدة من الأدوات الفعّالة في تطوير الأفراد ورفع مستوى الأداء، سواء كان ذلك في المجال الشخصي أو المهني. إلا أن الكوتشينغ لا يخلو من مبادئ وأخلاقيات يجب الالتزام بها لضمان النجاح وتحقيق الفائدة المرجوة. إن الفهم العميق للمباح والمحظور في الكوتشينغ يساعد على تعزيز فعالية العملية وضمان تطبيقها بشكل يتسم بالاحترافية والمسؤولية.

1. المباح: توفير بيئة آمنة للمستفيد

من أهم المبادئ التي يجب أن يتمتع بها الكوتش هو خلق بيئة آمنة وداعمة للمستفيد، سواء كان العميل شخصًا يبحث عن تطوير مهاراته الشخصية أو موظفًا في بيئة العمل. في هذه البيئة، يُشعر المستفيد بالثقة والراحة، مما يتيح له التعبير عن نفسه بحرية دون خوف من الحكم أو الانتقاد. تعد هذه البيئة ضرورية لأن الكوتشينغ يهدف إلى الوصول إلى أعمق مستويات من التفكير والوعي الشخصي، مما يتطلب درجة عالية من الأمان النفسي. فالمباح في الكوتشينغ هو الالتزام بتوفير هذه البيئة التي تشجع على الصراحة والانفتاح.

2. المباح: الحفاظ على سرية المعلومات

من الأمور الجوهرية التي يجب على الكوتش أن يلتزم بها هي السرية التامة بشأن المعلومات التي يشاركها العميل أثناء الجلسات. أي معلومات شخصية أو مهنية يتم كشفها خلال عملية الكوتشينغ لا ينبغي أن يتم تداولها أو مشاركتها مع أطراف أخرى دون إذن العميل. السرية تُعتبر من الركائز الأساسية التي تساهم في بناء الثقة بين الكوتش والعميل، وتُسهم في تعزيز العلاقة المهنية بينهما. بالتالي، الحفاظ على سرية المعلومات يعد من المباحات التي تضمن سير العملية بشكل سليم.

3. المباح: وضع أهداف واضحة ومحددة

يعد تحديد الأهداف من العناصر الأساسية في عملية الكوتشينغ. حيث يعمل الكوتش مع العميل على تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق، سواء كانت هذه الأهداف تتعلق بالتحسين الشخصي أو المهني. من المباح أن يتم التأكد من أن هذه الأهداف تلتزم بالمبادئ الأخلاقية وأنها تواكب القيم والاحتياجات الخاصة بالعميل. فالكوتش المحترف يتعاون مع العميل لوضع خطة واقعية، متناسبة مع إمكانيات العميل وطموحاته، على أن تكون هذه الأهداف قابلة للتقييم والمراجعة الدورية.

4. المباح: التركيز على تمكين العميل واتخاذ قراراته الخاصة

في عملية الكوتشينغ، من المهم أن يترك الكوتش للعميل المجال لاتخاذ قراراته الخاصة بناءً على معرفته وخبراته الذاتية. الكوتش لا يقوم بتوجيه العميل إلى حلول محددة أو اتخاذ قرارات بدلاً منه، بل يحرص على توجيه العميل نحو فهم أفضل لخياراته وتوجيهه بطريقة تساعده على اتخاذ قرارات مستنيرة. الكوتش في هذه الحالة يعمل كميسر للعملية، ويشجع العميل على الاعتماد على قدراته الشخصية وتطوير استراتيجياته الخاصة لحل المشكلات. لذا، المباح هو تمكين العميل وتحفيزه على التفكير النقدي واتخاذ القرار الصحيح.

5. المباح: الاستماع الفعّال والتعاطف مع العميل

من المبادئ الأساسية في الكوتشينغ الاستماع الفعّال والاهتمام الجاد بمشاعر العميل وتجاربه. الاستماع الفعّال يتيح للكوتش فهم الوضع بشكل أفضل ويساعده على تقديم الدعم المناسب. بالإضافة إلى ذلك، يظهر الكوتش تعاطفًا مع العميل، مما يخلق اتصالًا عاطفيًا يساعد على بناء علاقة قوية ومبنية على الثقة. لكن هذا لا يعني أن الكوتش ينبغي أن يدخل في حياة العميل الشخصية أو يقدم نصائح أو حلول شخصية. يكمن الهدف في الاستماع الجيد لمشاعر العميل، وطرح الأسئلة التي تشجعه على التفكير العميق في مشكلاته وتوجهاته.

6. المحظور: فرض الحلول أو النصائح بشكل مباشر

من المحظور في الكوتشينغ هو أن يقوم الكوتش بفرض حلول أو نصائح شخصية على العميل. على الرغم من أن الكوتش قد يمتلك خبرات واسعة في مجاله، إلا أن فرض الحلول على العميل يعد انتهاكًا لعملية الكوتشينغ. يجب أن يتم التركيز على تسهيل عملية التفكير عند العميل ومساعدته في اكتشاف حلول تناسبه، بناءً على حالته وبيئته. لذلك، يجب على الكوتش أن يتجنب أن يكون بمثابة مرشد يقدم نصائح شخصية دون استناد إلى رغبات أو أهداف العميل. بدلاً من ذلك، يتعين عليه تمكين العميل من الوصول إلى استنتاجاته الخاصة.

7. المحظور: الاستغلال العاطفي أو النفسي للعميل

يجب أن يتحلى الكوتش بمستوى عالٍ من الأخلاقيات المهنية، وأحد المحظورات الأساسية في الكوتشينغ هو استغلال حالة العميل العاطفية أو النفسية. من المحظور أن يقوم الكوتش باستغلال ضعف العميل أو احتياجاته العاطفية لتحقيق مكاسب شخصية أو مهنية. كما أنه لا يجوز أن يستغل الكوتش منصبه في التأثير على حياة العميل الشخصية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. لذا، يجب أن يكون الكوتش دائمًا على وعي تام بالحدود المهنية بينه وبين العميل، ويتجنب أي تصرفات قد تؤثر على العلاقة الاحترافية أو تكون لها تأثيرات سلبية على العميل.

8. المحظور: عدم الحفاظ على التوازن بين العلاقة المهنية والشخصية

من المحظورات الواضحة في الكوتشينغ هو عدم الحفاظ على التوازن بين العلاقة المهنية والشخصية. قد تظهر في بعض الحالات رغبة من العميل لتكوين علاقة شخصية قوية مع الكوتش، إلا أن هذا يجب أن يبقى في حدود العلاقة المهنية. من الضروري أن يحترم الكوتش حدود علاقته مع العميل ولا يسمح لأي تداخل بين الجوانب الشخصية والمهنية. الكوتش الذي يتجاوز هذه الحدود قد يضع نفسه في مواقف قد تؤثر على حياديته أو تؤدي إلى تحريف أهداف العملية. العلاقة يجب أن تظل مهنية ونزيهة، مع الالتزام بالهدف الرئيس وهو تحسين حياة العميل بشكل إيجابي.

خلاصة

في الختام، عملية الكوتشينغ هي أداة قوية للتطوير الشخصي والمهني، لكنها تتطلب فهمًا عميقًا للحدود بين المباح والمحظور. الكوتشينغ يجب أن يتم في بيئة تحترم خصوصية العميل وتعمل على تمكينه من اتخاذ قراراته الخاصة. من المباح إنشاء علاقة قائمة على الثقة والاحترام، حيث يمكن للعميل أن يشعر بالأمان والراحة، بينما ينبغي أن يتجنب الكوتش فرض الحلول أو النصائح الشخصية. لذا، يجب على الكوتشينغ أن يظل عملية مهنية محكومة بالقيم والأخلاقيات التي تضمن نجاحها وتحقق المنفعة المرجوة لكل الأطراف المعنية.